للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسامح ونبذ الشدة والعنف بجميع صوره، فالرحمة من صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

وقد ظهرت هذه الرحمة في جميع أحكام الشريعة وتعاليمها، من العبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك.

ففي باب العبادات لم يكلف المسلم إلا ما في وسعه وطاقته {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا}.

وفي باب المعاملات راعى الشرع جانب التيسير والمسامحة والإباحة: «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى» (١)

وفي الأخلاق والسلوك حث الشرع على الرحمة فقال صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» (٢) ودعا إلى الرفق واللين، وأن الرفق ما وضع في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه. (٣)

ودعا إلى رحمة الأبوين، ورحمة الصغار، والأيتام، والأرامل،


(١) رواه البخاري في صحيحه ٢/ ٧٣٠، ح١٩٧٠.
(٢) رواه أبو داود في سننه ٤/ ٤٤٠، ح٤٩٤٣، والترمذي في سننه ٤/ ٣٢٣، ح١٩٢٤، وأحمد في مسنده ٢/ ١٦٠، وصححه الألباني (السلسلة الصحيحة ٢/ ٤٩٩).
(٣) رواه مسلم في صحيحه ٤/ ٢٠٠٤، ح٧٨ (٢٥٩٤)، ولفظه: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه.