للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذي النون (١) وأقرانه.

وكان بعض من يذكر بالمحبة ربما حصل له وسوسة ونوع تغير عقل، كسعدون وسمنون (٢) ومنهم من يسمى مجنونا، ويسمون أيضا عقلاء المجانين، وكانت أقوالهم وأحوالهم محفوظة غالبا، ويصدر منهم من الكلام الحسن شيء كثير.

ثم توسع الأمر، فدخل في هذه الطائفة من وقع منهم من الأعمال والأقوال الشنيعة المخالفة للشريعة، وقد أحسن الظن بهم؛ لما يظهر من بعضهم من الإخبار بالمغيبات في بعض الأحيان، مما قد يظهر أكثر منه من الرهبان والكهان.

ثم نشأ بسبب ذلك اعتقاد أن الأولياء لهم طريقة غير طريقة


(١) أبو الفيض ذو النون ثوبان بن إبراهيم النوبي الإخميمي المصري، المتوفى سنة ٢٤٥ هـ. أخباره في: حلية الأولياء ٩/ ٣٣١ - ١٠/ ٣ - ٤، وصفة الصفوة ٤/ ٥١٠ - ٥١٦، وسير أعلام النبلاء ١١/ ٥٣٢ - ٥٣٦.
(٢) أبو القاسم سمنون بن حمزة الخواص البغدادي. أخباره في: طبقات الصوفية ١٩٥ - ١٩٩، وحلية الأولياء ١٠/ ٣٠٩ - ٣١٢، وصفة الصفوة ٤/ ٤٤١ - ٤٤٩.