للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك لأن التزام فهم السلف لما جاءت به النصوص هو السبيل لتحقيق العلم الصحيح بها وفهمها وفق مراد الشارع منها، بعيدا عن مسالك التأويل المنحرف لها والشطط في بيانها.

فالله تعالى إنما أنزل القرآن ليعلم ويفهم ويفقه ويتدبر ويتفكر فيه (١) كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٢)، وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (٣)، وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن (٤) وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٥).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فإن الرسول لما خاطبهم (يعني الصحابة) بالكتاب والسنة عرفهم ما أراد بتلك الألفاظ، وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه، وبلغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم مما بلغوا حروفه. .» (٦)

ولما أعرض طوائف من الناس عن الأخذ بالنصوص وفق فهم


(١) ابن تيمية، مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٨٣).
(٢) سورة ص الآية ٢٩
(٣) سورة محمد الآية ٢٤
(٤) ابن تيمية، مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٣٢).
(٥) سورة يوسف الآية ٢
(٦) مجموع الفتاوى (١٧/ ٣٥٣).