الحديث السابع: حديث عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال: أخبرني جدي قال: «كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، ومعنا مروان قال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق يقول: «هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش» فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة، فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت، فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشأم فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا، عسى هؤلاء أن يكونوا منهم قلنا أنت أعلم (١)»
(١) أخرجه البخاري ح (٧٠٥٨)، والنسائي في الكبرى كما في التحفة (١٠/ ٣١٣)، وأحمد (٢/ ٣٢٤) ح (٨٢٨٧)، وابن حبان كما في الإحسان ح (٦٧١٣) والبيهقي في الدلائل (٦/ ٤٦٤ – ٤٦٥)، وقوله: هلكة أمتي: المراد بالأمة هنا أهل ذلك العصر، ومن قاربهم، لا جميع الأمة إلى يوم القيامة، غلمة: جمع غلام، يقال للصبي حين يولد إلى أن يحتلم غلام، وقد يطلق على الكبير: غلام، ينظر: النهاية (٣/ ٣٨٢)، اللسان، غلم، (١٢/ ٤٣٩)، فتح الباري (١٣/ ٩)، وأخرج البخاري ح (١٢٠) بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم». وقد حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم، كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة. ينظر: فتح الباري (١/ ٢١٦).