للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن جزاء الصابر المسترجع على مصيبته عظيم، يقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (١) {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٢) فالمسلم الذي يطيع أمر الله فيسترجع عند حلول المصيبة يكون له ثلاث خصال من الله تعالى:

١ - الصلاة عليه وهو الثناء من الله والأمن من العذاب.

٢ - رحمة من الله تشمله.

٣ - تحقيق سبيل الهدى له (٣) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " نعم العدلان ونعمت العلاوة {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٤) فهذه العلاوة وهي ما توضع بين العدلين وهي زيادة في الحمل، وقد أورد مسلم حديثا عن فضل الاسترجاع، وأن الله يبدل المصاب الذي يسترجع خيرا مما فقد.

عن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا أخلف الله له خيرا منها. قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتها


(١) سورة البقرة الآية ١٥٦
(٢) سورة البقرة الآية ١٥٧
(٣) انظر جامع البيان الطبري: ٢/ ٤٣، وتفسير القرآن العظيم ابن كثير: ١/ ١٩٨.
(٤) سورة البقرة الآية ١٥٧