تعالوا لنعبد الله وحده دون سواه، تعالوا لنحافظ على الضروريات الخمس التي رعتها الشرائع السماوية كلها: الدين والنفس والعقل والمال والعرض، تعالوا لنحافظ على كيان الأسر والمجتمعات من التفكك والضياع، تعالوا لنتعاهد على مكارم الأخلاق وحفظ الحقوق وعدم الاعتداء، ورفع الظلم عن المظلومين.
إن العالم لن ينعم بالأمن في ظل ازدواجية المعايير، وإرهاب الشعوب والحكومات، واحتلال البلدان، ونهب خيراتها، وتدمير مكتسباتها ومقدراتها.
إن حفظ أمن العالم واستقراره والحفاظ على خيراته لا يكون بممارسة الاستبداد والتهديد باستعمال الأسلحة الفتاكة والمدمرة، والتلويح باجتياح الدول وتغيير أنظمتها، وإصدار القرارات الجائرة والمنحازة بحقها.
إن سياسة الحصار والتجويع والحرمان والخنق والإذلال لن تجدي نفعا، ولن تجلب أمنا، بل تزيد البلاء بلاء، وإن العالم لن ينعم بالأمان إلا بإرجاع الحقوق لأصحابها.
١٢ - حكماء العالم ومفكريهم، إن الظلم سبب لسقوط الحضارات وهلاك الأمم {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}(١)، وقال