للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمعنوية وهو حق لجميع الناس أفرادا وجماعات، مسلمين وغير مسلمين، وذلك لعموم مقاصد الشريعة في حفظ الكليات الخمس: الدين والنفس والعقل والعرض والمال.

فمن أنواع الأمن الذي سعى الإسلام إلى تحقيقه:

(الأمن العقدي): ويكون بالحفاظ على عقيدة المسلم الغراء عن كل ما يخدشها أو يزحزحها أو ينقض عراها، وذلك بالبعد عن الشرك والبدع والخرافات، وإقامة شعائر الدين كما أمر الله تعالى.

(الأمن النفسي): وهو طمأنينة النفس وزوال الخوف والقلق عنها، ويتحقق ذلك بالإيمان بالله سبحانه، والرضا بحكمه، والانقياد لشرعه، والتوبة والإنابة إليه، وذكره سبحانه على الدوام، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (١)، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لبلال رضي الله عنه، حينما تحين وقت الصلاة: «أرحنا بالصلاة يا بلال (٢)» فالإنسان المؤمن يسير في طريق الله آمنا مطمئنا؛ لأن إيمانه الصادق يمده دائما بالأمل والرجاء في عون الله ورعايته وحمايته، وعفوه وغفرانه، وهو يشعر على الدوام بأن الله عز وجل معه في كل لحظة من لحظات حياته.


(١) سورة الرعد الآية ٢٨
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ٥/ ٣٦٤.