ففيه خروج على ولي الأمر، وإيذاء لجماعة المسلمين، يقول سبحانه:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}(١).
وقد عرف العلماء الأمانة، تعريفا دقيقا: بأنها كل ما يخفى ولا يعلمه إلا الله، ومن المكلف كذلك وألزم، ويرى ابن عباس: بأن الأمانة هي الفرائض التي أمروا بها، ونهوا عنها، وقال أبو بكر بن العربي: المراد بالأمانة في هذا الحديث: الإيمان، وتحقيق ذلك فيما ذكر من رفعها: أن الأعمال السيئة، لا تزال تضعف الإيمان، حتى إذا تناهى الضعف، لم يبق أثر للإيمان، وهو التلفظ باللسان، والاعتقاد الضعيف في ظاهر القلب، فشبهه بالأثر في ظاهر البدن، وكنى عن ضعف الإيمان بالنوم، وضرب له مثلا، لزهوق الإيمان عن القلب، حالا بزهوق الحجر عن الرجل، حتى يقع في الأرض.
والأمانة أماكنها كثيرة جدا، ومنافعها واسعة وذات أثر، إذا أديت على وجهها، وعديدة حيث تأتي في كل شأن من شؤون الحياة، ويتعدى نفعها إذا أحسن أداؤها، ويستشري ضررها وينتشر بالعدوى،