للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كتابي من طريق آخر، فإني لم أخرج الطرق لأنه يكبر على المتعلم ولا أعرف أحدا جمع على الاستقصاء غيري) (١).

* ومن حرصه على الاستقصاء في جمع الأحاديث المتصلة بالأحكام أنه قد يورد الحديث دون سند بعد أن يكون قد أورد حديثا مسندا، كما في الحديث ١٦ وهو:

(حدثنا عثمان وأبو بكر قالا: حدثنا عمر بن سعد عن سفيان عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر قال: «مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه (٢)». قال أبو داود: وروي عن ابن عمر وغيره «أن النبي صلى الله عليه وسلم تيمم ثم رد على الرجل السلام (٣)».

فالزيادة التي في الرواية الثانية قد أوردها هنا دون سند وبصيغة التمريض رغبة منه في الاستقصاء مع الاختصار؛ وذلك لأنه أوردها في باب التيمم بالسند وذلك في الحديث (٤) رقم ٣٣٠، ولكنه ذكر هناك ما يدل على ضعف هذا الحديث.

- ومن طريقته أنه كثيرا ما يروي الحديث عن أكثر من شيخ وتارة عن ثلاثة وتارة عن أربعة.

ففي الحديث ١٨٨ روى الحديث عن شيخين وكذا في ١٣٦٥.

وفي الحديث ١٨٥ روى الحديث عن ثلاثة شيوخ.

وفي الحديث ٩٩٢ روى الحديث عن أربعة شيوخ.


(١) " رسالة أبي داود " ص ٢٦.
(٢) صحيح مسلم الحيض (٣٧٠)، سنن الترمذي الاستئذان والآداب (٢٧٢٠)، سنن النسائي الطهارة (٣٧)، سنن أبو داود الطهارة (١٦)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (٣٥٣).
(٣) " السنن " ١/ ٣٣.
(٤) " السنن " ١/ ١٣٨.