للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا تجد من ينكر وجوده وربوبيته إلا من في فطرته أفن، أو في عقله عوج وفساد. ولهذا لن أطيل الحديث عن هذا الشق من العقيدة، وحسبك أن تقرأ وتتدبر من كتاب الله (سورة الطور، أو النحل، أو الروم، أو النمل، أو الأنعام، أو الواقعة، أو الرعد أو الحجر) وحسبك أيضا أن تنظر ماذا في السماوات والأرض من آيات القدرة والحكمة والتدبير، {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} (١) {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} (٢).

وأما الإيمان باليوم الآخر، والجزاء والمحاسبة في ذلك اليوم على ما قدم الإنسان من العمل وما أخر، وبعبارة أوجز: أما (الإيمان بالبعث) والتزود له، فهذا هو الذي لاقى كثيرا من الجحود والنزاع، والشك والارتياب، والتقاعس عن الاستعداد له بالعمل الصالح والعبادة الخالصة لله رب العالمين.

ولذلك جاءت الأغلبية العظمى من آيات القرآن الكريم وسوره تؤكد طلب الإيمان بالبعث، والعمل والاستعداد له، وتستأصل شأفة الشبه التي تقوم في سبيل تحققه وصدقه ووقوعه {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} (٣) {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} (٤).


(١) سورة لقمان الآية ١١
(٢) سورة الطور الآية ٣٥
(٣) سورة الذاريات الآية ٥
(٤) سورة الذاريات الآية ٦