للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رتب الله سبحانه الأجر العظيم والثواب الجزيل على طاعته والعمل بمرضاته، وأخبر بذلك في آيات كثيرة في كتابه الكريم، منها: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} (١) {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} (٢). فإذا علمت النفس ذلك كله كرهت الراحة والبطالة في دار الفناء، رغبة منها في الحصول على الراحة الأبدية في دار البقاء. ولا سيما وأن التريث والمصابرة خصلة تتسق مع سنن الكون القائمة ونظمه الدائمة، فالزرع لا ينبت ساعة البذر، ولا ينضج ساعة النبت، بل لا بد من المكث شهورا حتى يجتنى الحصاد المنشود. والجنين يظل في بطن أمه شهورا حتى يستوي خلقه. وقد أعلمنا الله عز وجل أنه خلق العالم في ستة أيام، وما كان ليعجز أن يقيم دعائمه في طرفة عين أو أقل (٣).


(١) سورة الكهف الآية ١٠٧
(٢) سورة الكهف الآية ١٠٨
(٣) محمد الغزالي، خلق المسلم، ص ١٣٥، ط الثانية ١٤٠٠ هـ ١٩٨٠ م، دار القلم، دمشق.