للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} (١) {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} (٢).

- وسجو الليل جاء مقرونا بالضحى {وَالضُّحَى} (٣) {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} (٤).

- أما قوله: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} (٥) فقد جاء مقرونا بقوله: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} (٦). واتساق القمر هو اجتماعه واستواؤه وذلك في ليلة أربع عشرة (٧). ومعلوم أن هذا هو وقت ضوء القمر الذي ينير الليل، والنور والضياء الحاصل باتساق القمر حال من أحوال النهار. ويستنتج من ذلك أنه سبحانه قابل في القسم بين الليل والنهار للدلالة على المبدأ والمعاد، فما أشبه انبثاق ضوء النهار بعد ظلمة الليل بالبعث بعد الموت. فبينما الليل ساكن قد هدأت فيه الحركات، وسكتت الأصوات، وصار الناس إخوان الأموات، إذ أقبل النهار، فارتفعت الأصوات، حتى كأنهم قاموا أحياء بعد أن كانوا أمواتا.


(١) سورة الليل الآية ١
(٢) سورة الليل الآية ٢
(٣) سورة الضحى الآية ١
(٤) سورة الضحى الآية ٢
(٥) سورة الانشقاق الآية ١٧
(٦) سورة الانشقاق الآية ١٨
(٧) انظر: الزمخشري، الكشاف، ج ٤، ص ٧١٤.