للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة). (١) وممن استدل به السبكي وأحمد بن دحلان، والزهاوي، ومحمد الفقي، ومحل استدلالهم طلبه الاستسقاء من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته. (٢).

الجواب: يقال لهم:

أولا: عدم التسليم بصحة هذه القصة؛ لأن مالكا الداري غير معروف العدالة والضبط وهما شرطان أساسيان في كل سند صحيح كما تقرر في علم المصطلح ولا ينافي هذا قول الحافظ بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان؛ لأن التصحيح ليس نصا في تصحيح جميع السند بل إلى أبي صالح فقط، ولولا ذلك لقال عن مالك الداري وإسناده صحيح وعليه فالأثر ضعيف لجهالة مالك فلا يحتج به.

ثانيا: على فرض أن القصة صحيحة فلا حجة فيها لأن مدارها على رجل لم يسم كما أن فيها مخالفة للسنة من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء لاستنزال الغيث من السماء، ولأن عمل الصحابة على خلافها وهم أعلم الناس بعد رسول الله بالشرع ولذا لم ينقل عن أحد منهم أنه أتى إلى قبره صلى الله عليه وسلم


(١) فتح الباري ج ٢ ص ٤٩٥، ٤٩٦
(٢) انظر: شفاء السقام ص ١٤٥ والدرر السنية ص٩ والضياء الشارق ص ٥٤٦، والتوسل محمد الفقي ص ١٥٤.