للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أثار المداومة على العمل الصالح، أنه سبب لمحبة الله تعالى عبده وولايته له، وذلك فضل عظيم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل (١)». متفق عليه، قال النووي: (وفيه الحث على المداومة على العمل، وأن قليله الدائم خير من كثير ينقطع، وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير المنقطع، لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى، ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة) (٢).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها (٣)» الحديث رواه البخاري، ومن آثار المداومة على العمل الصالح، أنها سبب لحسن الختام، لأن المؤمن لا


(١) رواه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق- باب القصد والمداومة على العمل ١١/ ٢٩٤ برقم ٦٤٦٤، ورواه مسلم في صحيحه -كتاب صلاة المسافرين- باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره ٦/ ٧٢ واللفظ له
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم ٦/ ٧١
(٣) صحيح البخاري الرقاق (٦٥٠٢).