صحيحه عن الإمام المفسر مجاهد بن جبر أنه قال: لا يطلب العلم مستح ولا مستكبر، وتقول عائشة: نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين (١)، كل هذا أخذا من سؤال عروة بن الزبير بن العوام -رحمه الله- وهو التابعي المشهور، أحد المكثرين من رواية الحديث، وبخاصة عن خالته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، حيث سأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ثم سأل عائشة عن عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم.
الوقفة الثانية: في قول عروة بن الزبير لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن، وقوله لعائشة أي أمتاه، أدب جم، وحسن مخاطبة، وطيب كلام مع من يسأله، فإن من الأدب مناداة الشخص بكنيته لا باسمه، أو بما يحبه ويليق به، وهذا من آداب طالب العلم، وقد أكد على أدب الطلب كثير ممن كتب في هذا الموضوع، حيث ذكروا أن تحلي طالب العلم بالأدب وحسن الخلق، أكبر معين -بعد الله عز وجل- على استفادته من شيخه، ثم العمل بهذا العلم.
الوقفة الثالثة: في قول عائشة رضي الله عنها: (يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب)، حسن خطابها مع
(١) ذكرهما البخاري في صحيحه -كتاب العلم- باب الحياء في العلم ١/ ٢٢٨.