للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبركة كثرة الخير ودوامه، وليس في بيوت العالم أبرك منه، ولا أكثر خيرا ولا أدوم ولا أنفع للخلائق، الثالث: أنه هدى .. الرابع: ما تضمنه من الآيات البينات ... الخامس: الأمن لداخله، وفي وصفه بهذه الصفات دون إيجاب قصده، ما يبعث النفوس على حجه، وإن شطت بالزائرين الديار، وتناءت بهم الأقطار.

وهذا يدلك على الاعتناء منه سبحانه بهذا البيت العظيم، والتنويه بذكره، والتعظيم لشأنه، والرفعة من قدره، ولو لم يكن له شرف إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله: {طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} (١) لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفا، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حبا له وشوقا إلى رؤيته، فهو المثابة للمحبين، يثوبون إليه، ولا يقضون منه وطرا أبدا، كلما ازدادوا له زيارة ازدادوا له حبا وإليه اشتياقا) (٢). ا. هـ مختصرا.

لقد جاء في الكتاب والسنة الأمر بالحج والترغيب في أدائه ومتابعة هذا العمل الصالح، وأبانت الأدلة آثاره على أهله في الدنيا والآخرة، إبانة تدفع النفوس المؤمنة إلى المسارعة والمبادرة في طلب ذلك الفضل، بل ويهون أنواع المتاعب والمشاق، وأنواع الإعطاء


(١) سورة البقرة الآية ١٢٥
(٢) ينظر: بدائع الفوائد ٢/ ٤٥