بلاد متعددة، وتولى القضاء في بروسة فاستنبول فالروم أيلي، وأضيف إليه الإفتاء سنة ٩٥٢هـ، وكان حاضر الذهن سريع البديهة، وحكي عنه أنه يكتب الإفتاء على نسق سؤال المستفتي، فإن كان سؤاله بالشعر أفتاه بالشعر بوزن شعره، وإن كان السؤال بالفارسية أفتاه بها، وكذا إن كان بالتركية أو بالعربية، وقد أشغلته المناصب التي تولاها عن التأليف، فلذا لم يترك لنا إلا مؤلفات قليلة، وكان مهيبا، حظيا عند السلطان، توفي سنة ٩٨٢هـ. ودفن بجوار أبي أيوب الأنصاري باستنبول. ومن مؤلفاته:
١ - تحفة الطلاب.
٢ - رسالة المسح على الخفين.
٣ - قصة هاروت وماروت.
٤ - تفسيره: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (١).
* التعريف بتفسيره وطريقته فيه:
ذكر أبو السعود في مقدمة تفسيره أنه بعد ما قرأ الكشاف للزمخشري وأنوار التنزيل للبيضاوي رأى أن يؤلف تفسيرا يجمع فيه فوائد هذين التفسيرين ويضيف إليه ما تحصل عليه من فوائد من التفاسير الأخرى، فألف هذا التفسير الذي جلى فيه بلاغة القرآن وإعجازه وأبرزها في أحسن صورة، وهذا مما امتاز به هذا التفسير، يضاف إلى ذلك ذكره للفوائد الدقيقة والحكم البديعة التي دلت عليها الآية والنكت البلاغية النادرة، كما أنه يشير إلى القراءات ووجوه الإعراب ويبين معنى الآية على حسب ذلك دون إطالة، ويعرض للمسائل الفقهية المستفادة من الآية، ويشير إلى آراء أئمة المذاهب من غير استطراد، ويعني بذكر أقوال الحنفية ويرجحها كثيرا.
ولم يستطرد في ذكر الأخبار الإسرائيلية، وإن ذكرها فإنه يصدرها بلفظ روي أو قيل إشارة إلى ضعفها، كما أنه يعني بذكر المناسبات بين الآيات، هذا ويلاحظ عليه ذكره للأحاديث الموضوعة في فضائل السور، حيث ذكر في نهاية كل سورة ما روي