للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للخوف، باعث للآمال، والطيرة على النقيض من ذلك: فهي سوء ظن بالله، وتوكل على غيره، وقطع للرجاء، وتوقع للبلاء، وقنوط للنفس من الخير، وهو مذموم وباطل شرعا وعقلاء.

وقد وردت أدلة كثيرة تدل على بطلان التطير،.، وتحريمه ومن ذلك ما ثبت عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطيرة شرك (١)»


(١) رواه الإمام أحمد (٣٦٨٧ تحقيق شاكر)، وابن أبي شيبة (٦٤٤٢)، وأبو داود (٣٩١٠)، والترمذي (١٦١٤)، وابن حبان (٦١٢٢)، والحاكم ١/ ١٧، ١٨. وإسناده صحيح. وقد صححه الترمذي، والحاكم، وصححه أيضا الذهبي والعراقي كما في فيض القدير ٤/ ٢٩٤، وابن العربي في عارضة الأحوذي ٧/ ١١٦، وتمامه: ((وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل))، وهذه التتمة من قول ابن مسعود -رضي الله عنه- كما في سنن الترمذي، والمعنى: وما منا أحد إلا وقد يعتريه التطير. وهذا يدل على أن ما يقع في القلب من التطير من غير قصد من العبد ولم يستقر في القلب معفو عنه، لكن إن ترتب عليه إقدام أو إحجام فهو محرم، ويؤيد هذا حديث معاوية بن الحكم عند مسلم (٥٣٧): قال قلت: ومنا رجال يتطيرون؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنهم)). وفي رواية: ((فلا يصدنكم)).