للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفككت.

أما أسباب التفكك فيعود - والله أعلم - إلى تقليدهم الأمم الأخرى، والابتعاد عن دينهم، وكونه مصدرا لإصلاح أمورهم، وتنظيم الأمور في الحياة لهم ولغيرهم، والابتعاد عن وصية محمد عليه الصلاة والسلام، عندما طلب منه ذلك في آخر حياته، فقال: «تركت فيكم ما لن تضلوا إذا تمسكتم به: كتاب الله الكريم (١)».

يقول المؤرخ الإنجليزي تونبي: وهو مؤرخ أوروبا في العصر الحاضر: لقد درست حضارات الأمم منذ بدء الخليقة، فما رأيت أمة طال ملكها، وانصهرت فيه الأمم المغلوبة، وأحبوا عقيدتهم، مثل الإسلام، وكل حضارة قامت وانتهت؛ لأن دعائمها التي قامت عليها وقتية، إلا حضارة الإسلام، فإنها قامت على عقيدة دينية، انجذبت إليها الأمم التي شملتها حضارة الإسلام، وكل الحضارات: من صينية وفينيقية، وحمورابية، وآشورية، ورومانية، إلى آخر الحضارات التي ذكر، قد انتهت ولن تعود، إلا حضارة الإسلام فإنها سوف تعود مرة أخرى قوية، وإن البشرية اليوم، مدينة لحضارة الإسلام. أ. هـ. كلامه.


(١) سنن الترمذي المناقب (٣٧٨٨).