للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحيحه: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها (١)». الحديث، فلما علمنا أنه صلى الله عليه وسلم قد عاش ثلاثا وستين عاما وقد مر عليه في حياته ما يوافق يوم مولده ثلاثا وستين مرة وبعد مبعثه مر عليه ذلك ثلاثا وعشرين مرة ولم ينقل أنه احتفل به، وقد صحبه وآمن به أناس هم أشد منا حبا وتعظيما بل فدوه بأموالهم وأهليهم وأنفسهم ومع ذلك لم ينقل ناقل عنهم أنهم احتفلوا به، فدل ذلك على أنه غير مشروع بل لا خير فيه ولو كان خيرا لفعلوه وبينوه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (٢)» ويقول: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (٣)».

والمقصود أن هذا الاحتفال إنما حصل في القرن الرابع الهجري على يد من يسمون أنفسهم بالفاطميين وهم بنو عبيد القداح وقد بين أهل العلم كفرهم وضلالهم فليسوا أهلا للاقتداء. هذا تقرير مختصر لمن أراد الله هدايته للحق في هذه المسألة وقد بسطنا الكلام عليها في كلمات سابقة وفي رسالة لنا بعنوان: " حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم "، بل وبسطها قبلنا أئمة الهدى رحمهم الله، أسأل الله لي ولسائر إخواني الهداية للحق والصواب


(١) صحيح مسلم الإمارة (١٨٤٤)، سنن النسائي البيعة (٤١٩١)، سنن أبو داود الفتن والملاحم (٤٢٤٨)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٥٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٩١).
(٢) صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٨٠).
(٣) صحيح البخاري الصلح (٢٦٩٧)، صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨)، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٦)، سنن ابن ماجه المقدمة (١٤)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٥٦).