للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشتريه من المشتري بأقل من ذلك الثمن نقدا، قبل قبض الثمن الأول. وتصريح عائشة بأن مثل هذا الفعل موجب لبطلان الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدل على أنها قد علمت التحريم بنص من الشارع، إما على جهة العموم، أو جهة الخصوص، كما جاء في حديث بيع العينة المتقدم (١).

وقد ذكر العلماء للعينة صورا متعددة، ومن هذه الصور:

أ- أن يعطي الرجل الآخر مبلغا من المال دون زيادة، ولكنه يطلب منه سداد هذا المبلغ عن طريق عمل يؤديه إليه.

ولكنه لا يدفع له أجر أمثاله، بل غالبا ما يكون ذلك الأجر أقل من نصف الأجرة المعتادة.

وقد كان هناك شيخ في قريتنا يفعل ذلك، حتى مع أقاربه المحتاجين، إذ كان يشتري الأرض غير المزروعة بثمن زهيد، ثم يكلف الآخرين الذين يداينهم بالعمل في أرضه بنصف الأجر تقريبا، ويدعي أنه يريد أن يعينهم لكي يقوموا بسداد ما في ذمتهم، فيعملون طيلة السنة في أرضه يزرعونها، ويسمدونها، ويقومون على رعايتها، بأجر زهيد. فيصبح الربا الذي يأخذه منهم مضاعفا، أكبر من ربا البنوك وما شابهها. والقاعدة المشهورة عند العلماء: " أن كل قرض جر نفعا فهو ربا ".


(١) نيل الأوطار ٥/ ٣١٧.