للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان (١)».

والخطبتان في العيد هما تذكير وتعليم للمسلمين لما يحتاجون إليه في ذلك الوقت، فتكون عن قضايا ساعتهم، ومن ضمن تلك القضايا قضيتا أحكام زكاة الفطر، والأضحية، لأن ذلك من قضايا الساعة بالنسبة لهم، بل والمسلمين في كل عيد، ولا سيما أحكام الأضحية، لأن صلاة عيد الأضحى وخطبتيه تسبق ذبح الأضحية.

أما زكاة الفطر فإن المفروض أن تؤدى قبل صلاة العيد (٢)، ولذلك فإن ذكر الإمام لها في خطبتي صلاة عيد الفطر أقل أهمية من التعرض لأحكام الأضحية في عيد الأضحى، ولكن لا بأس من ذكر ما يتوقع الإمام حصول الخطأ فيه من أحكام زكاة الفطر دون أن يغرق في ذلك لكي لا يصرف قدرا من الخطبتين فيما هو دون الأولى بحيث يستطيع المخطئ أن يتدارك خطأه، وقضايا المسلمين العامة والكبرى أولى باهتمام الإمام، وأحق بالحديث من غيرها.

ويستحب كذلك أن يكثر الإمام من التكبير أثناء الخطبتين،


(١) أخرجه مسلم، ج ١، ص ٦٩، كتاب (الإيمان) باب: كون النهي عن المنكر من الإيمان، باب: ما جاء في تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب، والنسائي، ج ٨، ص ١١١، كتاب (الإيمان) باب تفاضل أهل الإيمان، وابن ماجه، ج ١، ص ٤٠٦، كتاب (إقامة الصلاة) باب: ما جاء في صلاة العيدين، والإمام أحمد ج ٣، ص ١٠.
(٢) أخرجه ابن ماجه ج ١، ص ٥٨٥، كتاب (الزكاة) باب: صدقة الفطر.