للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيته (١)، والله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (٢).

ومعنى قوله: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} (٣) أي: ذلك أقرب أن يعرفن ويميزن لتسترهن بالحجاب والعفة، فلا يتعرض لهن أحد ولا يلقين ما يكرهن، لأن المرأة إذا كانت في غاية من التستر لم يقدم عليها فاسق، بخلاف المتبرجة، فإنه مطموع فيها (٤).

وقد كان من المؤمنات الامتثال والانقياد لأمر الله والاستجابة له ولرسوله عليه الصلاة والسلام، تقول عائشة رضي الله عنها: «رحم الله تعالى نساء الأنصار، لما نزلت: الآية، شققن مروطهن فاعتجرن (٨)»، وعن أم سلمة رضي الله عنها


(١) ينظر: تفسير القرآن العظيم ٣/ ٥١٨، تفسير التحرير والتنوير ٢٢/ ١٠٦.
(٢) سورة الأحزاب الآية ٣٣
(٣) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٤) ينظر: البحر المحيط ٧/ ٢٥٠، روح المعاني ٢٢/ ٨٩.
(٥) ذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٦٦٠، عنها وعزاه لابن مردويه، وروى البخاري نحوه في التفسير، ورواه أبو داود برقم ٤١٠٠ في اللباس.
(٦) سورة الأحزاب الآية ٥٩ (٥) {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ}
(٧) المروط: جمع مرط، كساء من صوف أو خز، القاموس (مرط) ٢/ ٣٨٥ (٦)
(٨) (٧) بها، فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسهن الغربان