للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} (١) {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ} (٢) {عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} (٣)، والجن لما استمعوا القرآن، أنصتوا له، وآمنوا به، وسموه كتابا وقرآنا {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} (٤) {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} (٥)، {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} (٦).

ومن العجب أن المخالف في هذه المسألة اجترأ على مخالفة رب العالمين ورسوله الصادق الأمين والجنة والناس أجمعين بغير حجة ولا شبهة، ولا استنباط آية، ولا خبر، ولا قول صحابي ولا إمام مرضي، مع زعمه أنه مسلم يعتقد أن كلام الله حجة وكذلك سنة رسوله وإجماع أمته، ثم ترك ذلك كله، كأنه لم يسمع منه شيئا، ولم يفقهه ولم يمر به، وقد قال سبحانه: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} (٧) {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (٨)، والكفار الذين لا يؤمنون بالقرآن أقرب إلى العذر في جحدهم للقرآن من هؤلاء الذين يزعمون أنهم يؤمنون به ثم يتركونه بغير


(١) سورة فصلت الآية ٢٦
(٢) سورة الفرقان الآية ٣٢
(٣) سورة الفرقان الآية ٣٢
(٤) سورة الجن الآية ١
(٥) سورة الجن الآية ٢
(٦) سورة الأحقاف الآية ٣٠
(٧) سورة الأنفال الآية ٢٢
(٨) سورة الأنفال الآية ٢٣