للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاعر شعر) (١)، ولا كان ذلك إلا لتاليه وراويه ومنشده، وهذا أظهر فسادا من أن نتكلم عليه، على أننا قد دللنا على فساده بما فيه كفاية إن شاء الله تعالى، ومن العجب أن هذا الكتاب سماه الله تعالى وسماه رسوله قرآنا بقوله: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (٢)، {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (٣)، وسمته الجن قرآنا {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} (٤)، واتفق المسلمون من الصحابة ومن بعدهم على تسميته قرآنا، وسماه الذين كفروا به قرآنا، فقالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ} (٥)، وسمته المعتزلة قرآنا، فخالف هؤلاء رب العالمين والخلق أجمعين، وقالوا: ما هذا قرآنا؛ ليردوا على المعتزلة قولهم القرآن مخلوق، ثم عادوا فوافقوهم في خلقه، فليتهم صرحوا بأن القرآن مخلوق وكفوا مؤنة بدعتهم التي خالفوا بها ربهم ونبيهم، وخرقوا إجماع المسلمين.

ونزيد ما ذكرناه وضوحا وبيانا بأننا أجمعنا على أن القرآن كلام الله تعالى وقد أخبر الله تعالى بذلك بقوله سبحانه: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (٦)، وقوله سبحانه: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} (٧)


(١) ما بين القوسين سقط من (ب)، والصواب لغة أن يقال: ولا لشاعر شعر.
(٢) سورة الأنعام الآية ١٩
(٣) سورة الفرقان الآية ٣٠
(٤) سورة الجن الآية ١
(٥) سورة سبأ الآية ٣١
(٦) سورة التوبة الآية ٦
(٧) سورة البقرة الآية ٧٥