للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والاجتهاد بالطاعة أول النهار؛ لأن الله يقسم الأرزاق أول النهار، ولأن أول النهار وقت مبارك، ويكون فيه الإنسان أقوى ما يكون وأنشط.

أخرج الترمذي وغيره بسنده من حديث صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها "، قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلا تاجرا، وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار، فأثرى وكثر ماله». قال أبو عيسى: حديث صخر الغامدي: حديث حسن (١).

وأخرج الطبراني بسنده من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة كان في ذمة الله حتى يمسي (٢)».

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب، وما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم دليل على فضله وأهميته، بل وكان يفعل البكور في الأمور المهمة، وخاصة بعث البعوث، فكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار؛ لتحقيق البركة بالنصر والظفر والغنيمة ودحر الأعداء. وفهم ذلك الصحابة رضي الله عنهم فاقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة صخر الغامدي، أثرى من بركة البكور. ثم إن صلاة الفجر مع الجماعة سبب لدخول المصلي في حفظ الله وتوفيقه حتى المساء، ومن يكون في ذمة الله ييسر الله له أموره، ومنها حصوله على الرزق والفضل من الله الرزاق العليم.


(١) جامع الترمذي ٣/ ١٢١٢، وأخرجه أبو داود برقم ٢٦٠٦، وأحمد ٣/ ٤١٦، ٤١٧.
(٢) انظر صحيح الجامع للألباني رقم ٦٢١٩ ثم قال عنه: صحيح.