ففي عهد الشيخ عبد الله بن قاسم، بدأت تظهر بوادر أمل في النهوض بالتعليم في البلاد، وذلك عندما استقدم الشيخ محمد بن مانع من السعودية عام ١٩١٠م فتولى القضاء، والخطابة والتدريس في قطر، وكان الشيخ ابن مانع هو المؤسس لهذه المدرسة والمدرس فيها، وذلك بعد أن قام بعض أعيان البلاد بالإسهام في إنشائها، وكان من رعيلها الأول ممن تتلمذوا على الشيخ ابن مانع: الشيخ عبد الله بن تركي، والشيخ عبد الله الأنصاري، والشيخ فالح بن ناصر، والشاعر محمد بن عثيمين، والشاعر أحمد بن يوسف الجابر، وكان لهؤلاء أثرهم الواضح في سير الحركة التعليمية والثقافية والأدبية في البلاد، وأصبح معلم الثقافة الدينية في خريجي هذه المدرسة واضحا متميزا، وقد استمر الشيخ ابن مانع في أداء رسالته في خدمة العلم والشريعة إلى عام ١٣٥٨ هـ حيث غادر قطر عائدا إلى المملكة، فاستقر به المقام في الأحساء (١).
٤ - أما في المملكة، بعد أن قدم الأحساء في عام ١٣٥٨ هـ لزيارة بعض أصدقائه ومحبيه، فقد التقى بالشيخ عبد الله السليمان وزير المالية ذلك الوقت، وأشار عليه بالقدوم على الملك عبد العزيز، فذهب للرياض وقابله وأكرمه، ثم عينه مدرسا في المسجد الحرام، فجلس للتدريس. وقد روى صلاح بن
(١) المجلة العربية ضمن مقال للأستاذ عبد الله الشباط، العدد (٢٤٧) السنة ٢١، شعبان عام ١٤١٨هـ ص ٣٦، ٣٧.