للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلها، قال تعالى في الآية السابقة على هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ} (١).

ثم ماذا؟ ثم تابوا عن فعلتهم الشنيعة، عندها استقر الإيمان مرة أخرى في قلوبهم، فالآية على هذا التخريج لا تحتاج إلى هذه الاحتمالات الكثيرة التي ذكرها هذا المفسر الكبير.

ويؤكد الذي ذهبت إليه ما ذكره القرطبي عند حديثه عن هذه الآية بقوله: " ثم أخبر الله تعالى: أنه يقبل توبة التائب من الشرك وغيره {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ} (٢) أي: الكفر والمعاصي {ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا} (٣) أي: من بعد فعلها {وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا} (٤) أي:

من بعد التوبة {لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (٥). فإذا تركنا الإمام القرطبي، واتجهنا إلى صاحب زاد المسير لنرى ما ارتآه عند تفسيره لهذه الآية، نجده يقول: {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ} (٦) فيها قولان:

أحدهما: أنها الشرك.

والثاني: الشرك وغيره من الذنوب. {ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا} (٧) يعني السيئات، وفي قوله: وآمنوا قولان:

أحدهما: آمنوا بالله، وهو يخرج على قول من قال:

السيئات هي الشرك.


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٢
(٢) سورة الأعراف الآية ١٥٣
(٣) سورة الأعراف الآية ١٥٣
(٤) سورة الأعراف الآية ١٥٣
(٥) سورة الأعراف الآية ١٥٣
(٦) سورة الأعراف الآية ١٥٣
(٧) سورة الأعراف الآية ١٥٣