للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكفر بصلاحية رسالته لكل زمان ومكان، وهذا كفر صريح وقول قبيح مناقض لقول الله سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (١)، وقوله سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٢)، وقوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٣)، وقوله سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (٤).

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة (٥)» متفق على صحته. وقوله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار (٦)»، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم إجماعا قطعيا على أن محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٨
(٢) سورة سبأ الآية ٢٨
(٣) سورة الأنبياء الآية ١٠٧
(٤) سورة الفرقان الآية ١
(٥) رواه الإمام البخاري في كتاب (التيمم) برقم ٣٢٣) واللفظ له، ورواه الإمام مسلم في كتاب (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (٨١٠).
(٦) رواه الإمام مسلم في كتاب (الإيمان) برقم (٢١٨)، ورواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (٧٨٥٦).