للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للشرع ولذلك عدت زلة، فلو كانت معتدا بها لما جعلت لها هذه الرتبة، ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها، كما لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير، ولا أن يشنع عليه بها، ولا ينتقص من أجلها، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتا، فإن هذا كله خلاف ما تقتضيه رتبته في الدين (١).

روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إني لأخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة. قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال. أخاف عليهم من زلة العالم، ومن حكم جائر، ومن هوى متبع (٢)»

وعن عمر: ثلاث يهدمن الدين: زلة العالم، وجدال المنافق بالقرآن، وأئمة مضلون.

وعن أبي الدرداء: مما أخشى عليكم زلة العالم، أو جدال المنافق بالقرآن، والقرآن حق وعلى القرآن منار كمنار الطريق.

وكان معاذ بن جبل يقول في خطبته كثيرا: إياكم وزيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة


(١) الموافقات، ج ٤ ص ١٧٠.
(٢) رواه البزار، والطبراني عن طريق كثير بن عبد الله وهو واه، وقد حسنها الترمذي في مواضع فأنكر عليه، واحتج بها ابن خزيمة في صحيحه هامش الموافقات ٤/ ١٦٩.