للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما -، فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع. قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله. قال: فيصعق ويصعق الناس، ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل (٤)». في هذين الحديثين بيان على أن النفخات اثنتان لا ثلاث، ففي الحديث الأول يقول


(١) المراد بالساق: ساق حقيقية لله عز وجل، ولكن لا يشبهها شيء. وهذا معتقد أهل السنة والجماعة في إثبات جميع صفات الرب سبحانه وتعالى على ما جاء في الكتاب والسنة دون تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف. عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا. انظر صحيح البخاري كتاب التفسير حديث ٤٩١٩، وانظر كتاب التوحيد أيضا حديث ٧٤٣٩، وانظر صحيح مسلم كتاب الإيمان ٣٠٢، حديث ١٨٣، وانظر المستدرك للحاكم ٤/ ٥٨٢، ٥٨٣. - رواه مسلم كتاب الفتن باب ١١٦، حديث ٢٩٤٠، والإمام أحمد في المسند ٢/ ١٦٦. وانظر تحقيق أحمد محمد شاكر جزء ١٠ حديث ٦٥٥٥.
(٢) (١)، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا
(٣) يلوط حوض إبله: أي يطينه ويصلحه. (٢)
(٤) (٣) (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثم يقال: يا أيها الناس: هلم إلى ربكم، وقفوهم إنهم مسئولون. قال: ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذاك يوم يجعل الوالدان شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق