للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قدسي: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه العمل ولم يعطه أجره (١)» أخرجه البخاري.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدم قوما وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دبارا - يعني بعد خروج وقتها - ورجل اعتبد محررا (٢)» رواه أبو داود وابن ماجه، كلاهما من رواية عبد الرحمن بن زياد الأفريقي.

ومن الطريف أنك لا تجد في نصوص القرآن والسنة نصا يأمر بالاسترقاق، بينما تحفل آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالمئات من النصوص الداعية إلى العتق والتحرير.

كانت مصادر الرق ومنابعه كثيرة عند ظهور الإسلام، بينما طرق التحرر ووسائله تكاد تكون معدومة، فقلب الإسلام في تشريعاته النظرة، فأكثر من مصارف الحرية والتحرر، وسد مسالك الاسترقاق، ووضع من الوصايا ما يردم تلك المسالك.

ولقد كان الأسر في الحروب من أظهر مظاهر الاسترقاق، وكل حرب لا بد فيها من أسرى، وكان العرف السائد يومئذ أن الأسرى لا حرمة لهم ولا حق، وهم بين أمرين: إما القتل وإما الرق.

ولكن الإسلام حث على طريق ثالث من حسن معاملة الأسير وفك أسره.

في القرآن الكريم: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (٣) {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} (٤) والآية في رقتها وحثها لا تحتاج إلى تعليق، ونبي الإسلام عليه السلام في ميدان مكارم الأخلاق يقول: «عودوا المريض وأطعموا الجائع وفكوا العاني (٥)» رواه البخاري.


(١) صحيح البخاري البيوع (٢٢٢٧)، سنن ابن ماجه الأحكام (٢٤٤٢).
(٢) سنن أبو داود الصلاة (٥٩٣)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٩٧٠).
(٣) سورة الإنسان الآية ٨
(٤) سورة الإنسان الآية ٩
(٥) صحيح البخاري الجهاد والسير (٣٠٤٦)، سنن أبو داود الجنائز (٣١٠٥)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٩٤)، سنن الدارمي السير (٢٤٦٥).