للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الخطابي (١): القسي، ثياب يؤتى بها من مصر، فيها حرير. وإنما حرمت هذه على الرجال دون النساء. انتهى (٢).

قال في النهاية: القسي، ثياب من كتان مخلوط بحرير، يؤتى بها من مصر، نسبة إلى قرية على ساحل البحر قريبا من تنيس، يقال لها: القسى، بفتح القاف. انتهى (٣). .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى: حديث السيراء والقسي يستدل به على تحريم ما فيه الحرير، لأن ما فيه خيوط حرير أو سيور لا بد أن تنسج مع غيرها من الكتان والقطن. فالنبي صلى الله عليه وسلم حرمها لظهور الحرير فيها، ولم يسأل: هل وزن ذلك الموضع من الكتان والقطن أكثر أم لا، مع أن العادة أنه أقل. انتهى.

وقال في فتح الباري [٥ / أ]: واستدل بالنهي عن لبس القسي على منع لبس ما خالطه الحرير من الثياب؛ لتفسير القسي بأنه ما خالط غير الحرير فيه الحرير، ويؤيده عطف الحرير على القسط في حديث البراء.

ووقع كذلك في حديث علي، عند أحمد، وأبي داود، والنسائي - بسند صحيح على شرط الشيخين - من طريق عبيدة بن عمرو، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: «نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القسي والحرير (٤)». فعلى هذا: يحرم لبس الثوب الذي خالطه الحرير. انتهى (٥).

ومن هنا: يتبين أن هذه المحارم المسماة أخضر قز (٦)، لا يجوز استعمالها


(١) أبو سليمان، حمد بن محمد الخطار البستي، فقيه محدث إمام (ت ٣٨٨). تذكرة الحفاظ ٣/ ١٠١٨.
(٢) معالم السنن ٤/ ١٩٠.
(٣) النهاية في غريب الحديث ٤/ ٥٩.
(٤) أحمد في المسند ١/ ١١٩، ١٣٨، وأبو داود رقم ٤٠٤٤، ٤٠٤٥، والنسائي في المجتبى ٢/ ١٨٧، ٨/ ١٦٩، واللفظ له، لكن من طريق محمد بن عبيدة.
(٥) فتح الباري ١٠/ ٢٩٤.
(٦) تعريفها بأخضر قز، من الإضافة البيانية، والقز من الحرير. اهـ. مجموعة الرسائل والمسائل ٤/ ٤١٣.