للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن أزمة الخليج قد صدعت العلاقة الأخوية بين الشعوب الإسلامية وفرقت كلمة المسلمين خاصتهم وعامتهم وحرمتهم من الإحساس بالأمن على أنفسهم وأموالهم وديارهم وأعراضهم وصرفت الجهود والهمم عن قضايا الإسلام والمسلمين كقضية الجهاد الأفعاني والانتفاضة الفلسطينية وهجرة اليهود السوفييت إلى فلسطين المحتلة وسائر القضايا الإسلامية.

إن غزو العراق للكويت مع منافاته للإسلام قد أتاح الفرصة لأعداء الإسلام لتشويه صورة الإسلام والمسلمين أمام الرأي العام العالمي حيث حرصت أكثر وكالات الأنباء العالمية على إظهار الإسلام وأهله بصورة دموية لا تحفظ العهود والمواثيق ولا ترعى حق الجوار ولا ترحم صغيرا ولا تعرف حق كبير.

وتدبر المؤتمر أسباب الضعف والتخلف والخذلان والفرقة والاضطراب في الأمة فوجد أن من أخطرها وأبرزها ما يلي:

أولا: الاستبداد الذي أتاح لفرد واحد أن يقرر اجتياح بلد عربي مستقل ويتصرف في مقدراته ويعبث في مصائر الأمة ويعبث في أهم قضاياها الأمنية والسياسية والاستراتيجية.

ثانيا: تمزيق الأمة بالشعارات العرقية والقومية والعلمانية والطائفية.

ثالثا: ضعف البناء الذاتي في التربية والتعليم والصناعة المدنية والعسكرية وترك الاستعداد للجهاد.

رابعا: الحملات الإعلامية المعادية والغزو الثقافي والفكري وضعف إعلام المسلمين عن التصدي لها.

خامسا: القصور الظاهر في سلوك الأمة وفشو مظاهر العصيان والمخالفات كالتعامل بالربا وصور الفسوق في البيت والشارع.

سادسا: الغفلة عن مخططات الأعداء وتدبيرهم ومكرهم. وعلاجا لهذه الأوضاع يؤكد المؤتمر وجوب العودة إلى الله تعالى عودة صادقة والالتزام بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ هما ركيزتا العمل المخلص والجاد في سبيل إحياء الأخوة الإسلامية وبناء الأجيال