للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحركت بأنفسها، وهذا كما إذا جر من لا تراه (١) حصيرا أو بساطا فترى الحصير والبساط ينجر ولا ترى (٢) الجار له، مع أنه هو الذي يجره، فهكذا حال الحبال والعصي قلبتها الشياطين فظن الرائي أنها انقلبت بأنفسها والشياطين هم الذين يقلبونها.

وإما أن يكون التغيير حدث في الرائي حتى رأى الحبال والعصي تتحرك وهي ساكنة في أنفسها، ولا ريب أن الساحر يفعل هذا وهذا.

وأما ما يقوله المنكرون (٣) من أنهم فعلوا في الحبال والعصي ما أوجب حركتها ومشيتها مثل الزيبق وغيره حتى سعت فهذا باطل من وجوه كثيرة.


(١) في المخطوطة (لا يراه) والصواب ما أثبته لقوله بعد (فترى).
(٢) في المخطوطة (ولا يرى) والصواب ما أثبته انظر: بدائع الفوائد جـ ٢ ص ٢٢٨.
(٣) أي الذين يزعمون أن السحر كله تخييل ولا حقيقة له. وهم المعتزلة وغيرهم كما مر.