وقيوداته، التي تتسم بالقسوة فيما فرض من حدود. وما يطبق على الجاني من عقوبات كقطع يد السارق، ورجم الزاني المحصن، وإتلاف كل ما حرم في الإسلام، يتأثر بها بعض الشباب، أو تفرض على الشباب في تعليمه أو بوسائل الإعلام المختلفة، قبل أن تتحصن نفسه بما يعينه على مجابهة الموقف، والتصدي لمثل هذه التيارات.
وأخطر من ذلك أن يحملها شباب المسلمين لديارهم ليقنعوا بها غيرهم: فكرا مقلدا، أو ينشروها بين أضرابهم كشيء جديد وافد ليرفع المجتمع، ويعلي مكانة الأمة، وليبث ذلك كله منسوخا من البيئة المصدرة، كأي بضاعة ذات نفع في شئون الحياة.
ولذا فإن على المهتمين بأمور الشباب، أن يسلحوهم بما يعينهم لفهم الحقيقة، وإدراك كمال الإسلام، وشمول تعاليمه لما يصلح أحوال الناس في معاشهم ومعادهم، وأن تكامل العقيدة، مما يسمو بالنفس البشرية، على الإدراك المتكامل لما في الإسلام من حل لجميع القضايا المطروحة، إذ قصور البعض عن تخطي العقبات المجسمة، لم يكن من نقص في تعاليم الإسلام، ولكنه قصور في المعرفة، وضعف في التطبيق. ذلك أن هدف الإسلام النزوع إلى الحق، والإرشاد إلى الطرق المؤدية إليه.
ولو مثلنا لذلك بالحالة الاقتصادية، المبنية في المجتمع الغربي على الربا، والأرباح المركبة. فإن المسلم يستطيع أن يرد عليهم عن سبب تحريمه، واعتباره محاربة لله عز وجل، ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، لما فيه احتكار للمال، وإضرار بالمجتمع، وتضييق على الفقير، وزيادة فقره فقرا، وبطر للغني وزيادة غناه غنى.
ذلك أن المال الذي ينتشر في المجتمع، ويوسع فيه على المحتاج: إحسانا