للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا الله - وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله - فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب (١)».

ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه حينما أعطاه الراية يوم خيبر: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (٢)». وفي رواية أخرى: «فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (٣)».

وقد اختلف السلف في حكم الغسل بالنسبة لمن كان كافرا فأسلم، فقال بوجوبه مالك وأحمد وأبو ثور رحمهم الله؛ لما رواه أبو داود عن النسائي عن قيس بن عاصم رضي الله عنه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد الإسلام، فأمر أن أغتسل بماء وسدر (٤)». والأمر يقتضي الوجوب. وقال الشافعي وبعض الحنابلة: يستحب أن يغتسل، إلا أن يكون قد حدثت به جنابة زمن كفره، فيجب عليه الغسل. وقال أبو حنيفة: لا يجب عليه الغسل بحال، وبكل حال فالمشروع له الغسل لهذا الحديث لما في معناه.

وأما الختان فواجب على الرجال ومكرمة في حق النساء، لكن لو أخرت دعوة من رغب في الإسلام إلى الختان بعض الوقت حتى يستقر الإسلام في قلبه ويطمئن إليه لكان حسنا؛ خشية أن تكون المبادرة بدعوته إلى الختان منفرة له من الإسلام.

وعلى هذا فما أمرت به الرجل وزوجته عند إسلامهما صحيح. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


(١) صحيح البخاري المغازي (٤٣٤٧)، صحيح مسلم الإيمان (١٩)، سنن الترمذي الزكاة (٦٢٥)، سنن النسائي الزكاة (٢٤٣٥)، سنن أبو داود الزكاة (١٥٨٤)، سنن ابن ماجه الزكاة (١٧٨٣)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٢٣٣)، سنن الدارمي الزكاة (١٦١٤).
(٢) صحيح البخاري المغازي (٤٢١٠)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٠٦)، سنن أبو داود العلم (٣٦٦١)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٣٣).
(٣) صحيح البخاري الزكاة (١٤٩٦)، صحيح مسلم الإيمان (١٩)، سنن الترمذي الزكاة (٦٢٥)، سنن النسائي الزكاة (٢٤٣٥)، سنن أبو داود الزكاة (١٥٨٤)، سنن ابن ماجه الزكاة (١٧٨٣)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٢٣٣)، سنن الدارمي الزكاة (١٦١٤).
(٤) سنن الترمذي الجمعة (٦٠٥)، سنن أبو داود الطهارة (٣٥٥)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٦١).