للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أُمُور، يتعرفون بهَا حَال الحَدِيث، وَ"كتاب مُسلم" الْتزمْ فِيهِ الصَّحِة، فَكيف يتعرف حَال الحَدِيث، الذي فِيهِ بطرق ضَعِيفَة.

واعلم أن "إنَّ" و"عن" مقتضيتان للانقطاع عند أهل الحديث، ووقع في "مسلم" و"البخاري" من هذا النوع شيء كثير، فيقولون على سبيل التجوه ما كان من هذا النوع في غير الصحيحين فمنقطع، وما كان في "الصحيحين" فمحمول على الاتصال، وروى مسلم في كتابه عن أبي الزبير عن جابر أحاديث كثيرة بالعنعنة.

وقد قال الحفاظ أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي يدلس في حديث جابر، فما كان بصيغة العنعنة لا يقبل. وقد ذكر ابن حزم وعبد الحق عن الليث بن سعد أنه قال لأبي الزبير: علم لي على أحاديث سمعتها من جابر حتى أسمعها منك، فعلم له على أحاديث، أظن أنها سبعة عشر حديثا، فسمعها منه.

قال الحفاظ: فما كان من طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر فصحيح.

وفي "مسلم" من غير طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر بالعنعنة أحاديث، وقد روى مسلم أيضًا في كتابه عن جابر وابن عمر في حجة الوداع أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم توجه إلى "مكة" يوم النحر، فطاف طواف الأفاضة، ثم صلى الظهر بـ "مكة"، ثم رجع إلى "منى"، وفي الرواية الأخرى أنه طاف طواف الإفاضة، ثم رجع، فصلى الظهر بـ "منى"، فيتجوهون، ويقولون: أعادها لبيان الجواز، وغير ذلك من التأويلات، ولهذا قال ابن حزم في هاتين الروايتين إحداهما كذب بلا شك.

وروى مسلم أيضًا حديث الإسراء، وفيه وذلك قبل أن يوحى إليه، وقد تكلم الحفاظ في هذه اللفظة، وبينوا ضعفها، وقد روى مسلم أيضًا خلق اللَّه

<<  <  ج: ص:  >  >>