معتل، وأنه بصري إن أعرب فمضارع الماضي المشتمل على حرف جازم المجزوم بحذف آخره لديه ليس بفعل.
ومن أحواله: أنه متكلم يسند المعتزلي أعماله خلقًا إلى الباري المصور، ويضاهي قلب المؤمن، لكنه كافر إن قيل إن هذه الآثار فانية مع بقاء المؤثر الفاعل:
شخوص وأشباح تمرّ وتنقضي … الكل يفنى والمحرّك باقي
فعنده قول هذا القائل كلمة حق أريد بها باطل.
ومن أحواله: أنه فارس ميدان يثير النقع في أرض بارق، ويذكر مجر العوالي ومجري السوابق إذا أبصرت عامله أبصرت عامله أو أفعاله، فافعى له أو أقواله، فأقوى له أو أعماله، فليس أهلًا أعمى له لكنه يقول:
إلى حتفي سعى قدمي … أرى قدمي أراق دمي
ومن أحواله: أنه خليع عذار خد مشى فيه الدجى، فتحير، وبالغ في لثم كافور الترائب، حتى لاح فيه، وفاح العنبر، ونشر مسك الليل على كافور الصباح، وستر وجوه هاتيك الملاح، مع أنه خصي ألوط من دب، وفي بياض النهار، يدب يكمل بالنقصان، ويغبر في وجوه الحسان، ويخسف الأقمار، ويولج الليل في النهار.
ومن أحواله: أنه رفيق رقيق طبع، يسير في روضة يطلب للضيق منها مخرجًا لترقرق مائها الصافي تحت ظلها الضافي كطرة صبح تحت أذيال الدجى، يتكسر النهر فيها على صفحات الحدائق ونثر لا زوردي البنفسج على لجين الماء الرائق، وفيها يقول:
لم لا أهيم إلى الرياض وحسنها … وأقيم منها تحت ظل ضافي
والزهر يلقاني بثغر باسم … والماء يلقاني بقلب صافي
مع أنه غريب، قد أخذت منه الغربة بنصيب، حتى غدا أخا جوع، وليس بصائم وعريانًا، وليس بمحرم بحال أرق من الشكوى، وأوجى من