٥٧٦٣ - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَحْنُ الْآخِرُونَ، وَنَحْنُ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنِّي قَائِلٌ قَوْلًا غَيْرَ فَخْرٍ: إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ وَمُوسَى صَفِيُّ اللَّهِ، وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ، وَمَعِي لِوَاءُ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي فِي أُمَّتِي وَأَجَارَهُمْ مِنْ ثَلَاثٍ: لَا يَعُمُّهُمْ بِسَنَةٍ، وَلَا يَسْتَأْصِلُهُمْ عَدُوٌّ، وَلَا يَجْمَعُهُمْ عَلَى ضَلَالَةٍ» . رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ.
ــ
٥٧٦٣ - (وَعَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ) قَالَ الْمُؤَلِّفُ: وَقِيلَ: وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْأَعْمَى، وَهُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَاسْمُ أُمِّ مَكْتُومٍ عَاتِكَةُ، وَهِيَ خَالَةُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، أَسْلَمَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ. اسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّاتٍ آخِرُهَا حَجَّةُ الْوَدَاعِ، مَاتَ بِالْمَدِينَةِ، وَقِيلَ اسْتُشْهِدَ بِالْقَادِسِيَّةِ. (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: نَحْنُ الْآخِرُونَ) ، يَعْنِي فِي الْمَجِيءِ إِلَى الدُّنْيَا (وَنَحْنُ السَّابِقُونَ) أَيْ: فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْفَضَائِلِ (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ، أَيْ فِي دَارِ الْعُقْبَى (وَإِنِّي قَائِلٌ قَوْلًا غَيْرَ فَخِرٍ) . أَيْ غَيْرَ مُفْتَخِرٍ فِيهِ، بَلِ الْمَقْصُودُ مِنْهُ بَيَانُ الْوَاقِعِ ( «إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ، وَمُوسَى صَفِيُّ اللَّهِ» ) ، أَيْ مُخْتَارٌ لِكَلَامِهِ (وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ) .
أَيْ جَامِعٌ بَيْنَ نِسْبَتَيِ الْمَحَبَّةِ وَالْمَحْبُوبِيَّةِ فِي الدُّنْيَا (وَمَعْنَى لِوَاءِ الْحَمْدِ) أَيْ: الدَّالُّ عَلَى كَوْنِي أَحْمَدَ وَمُحَمَّدًا (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أَيْ فِي الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ (وَإِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي) أَيْ خَيْرًا كَثِيرًا (فِي أُمَّتِي) أَيْ فِي حَقِّهِمْ وَشَأْنِهِمْ (وَأَجَارَهُمْ) أَيْ: أَنْقَذَهُمْ وَأَعَاذَهُمْ (مِنْ ثَلَاثٍ) ، أَيْ خِصَالٍ (لَا يَعُمُّهُمْ) أَيِ: اللَّهُ (بِسَنَةٍ) ، أَيْ بِقَحْطٍ وَوَبَاءٍ مُسْتَأْصِلٍ لَهُمْ (وَلَا يَسْتَأْصِلُهُمْ) أَيْ: وَلَا يَأْخُذُ أَصْلَهُمْ، وَلَا يُهْلِكُهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ (عَدُوٌّ) ، أَيْ لِلَّهِ أَوْ لَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ (وَلَا يَجْمَعُهُمْ عَلَى ضَلَالَةٍ) ، وَلَعَلَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَجْمَعْهُمْ عَلَى هِدَايَةٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ - إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: ١١٨ - ١١٩] وَكَانَ هَذَا مَأْخَذُ مَنْ قَالَ اخْتِلَافُ الْأُمَّةِ رَحْمَةٌ. (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute