٥٧٦١ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ. وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي؟ وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ــ
٥٧٦١ - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ» ) ، أَيْ وَلَا أَقُولُهُ تَفَاخُرًا بَلِ اعْتِدَادًا بِفَضْلِهِ، وَتَحَدُّثًا بِنِعْمَتِهِ، وَتَبْلِيغًا لِمَا أُمِرْتُ بِهِ، وَقِيلَ: لَا أَفْتَخِرُ بِذَلِكَ، بَلْ فَخْرِي بِمَنْ أَعْطَانِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةَ، أَقُولُ: وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى وَلَا فَخْرَ فِي هَذِهِ السِّيَادَةِ، بَلْ أَفْتَخِرُ بِالْعُبُودِيَّةِ لَهُ وَالْعِبَادَةِ، فَإِنَّهُ يُوجِبُ الْحُسْنَى وَالزِّيَادَةَ. قَالَ الطِّيبِيُّ قَوْلُهُ: وَلَا فَخْرَ حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ أَيْ: أَقُولُ هَذَا وَلَا فَخْرَ. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: الْفَخْرُ ادِّعَاءُ الْعَظَمَةِ وَالْمُبَاهَاةِ بِالْأَشْيَاءِ الْخَارِجَةِ عَنِ الْإِنْسَانِ كَالْمَالِ وَالْجَاهِ قَالَ النَّوَوِيُّ: فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: قَالَهُ امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: ١١] وَثَانِيهُمَا أَنَّهُ مِنَ الْبَيَانِ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ تَبْلِيغُهُ إِلَى أُمَّتِهِ لِيَعْرِفُوهُ وَيَعْتَقِدُوهُ، وَيَعْمَلُوا بِمُقْتَضَاهُ فِي تَوْفِيرِهِ، كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ.
قَالَ الرَّاغِبُ، فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ اسْتُحْسِنَ مَدْحُ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ، وَقَدْ عُلِمَ فِي الشَّاهِدِ اسْتِقْبَاحُهُ حَتَّى قِيلَ لِلْحَكِيمِ: مَا الَّذِي لَا يَحْسُنُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا؟ قَالَ: مَدْحُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ. قُلْنَا: قَدْ يَحْسُنُ ذَلِكَ عِنْدَ تَنْبِيهِ الْمُخَاطَبِ عَلَى مَا خَفِيَ عَلَيْهِ مِنْ حَالِهِ كَقَوْلِ الْمُعَلِّمِ لِلْمُتَعَلِّمِ: اسْمَعْ مِنِّي لَا تَجِدُ مِثْلِي، وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: ٥٥] وَسُئِلَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَقْبُحْ إِطْلَاقُهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، مَعَ وُرُودِ الشَّرْعِ فَأَنْشَدَ:
وَيَقْبُحُ مِنْ سِوَاكَ الشَّيْءُ عِنْدِي وَتَفْعَلُهُ فَيَحْسُنُ مِنْكَ ذَاكَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute