٥٦٢٧ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «إِنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَنْ يَقُولَ لَهُ: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى وَيَتَمَنَّى. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَمَنَّيْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ــ
٥٦٢٧ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ) أَيْ: أَقَلَّ مَرْتَبَةِ مُلْكِهِ وَمَسِيرَةِ جِنَانِهِ وَمَسَافَةِ قُصُورِهِ (مِنَ الْجَنَّةِ) أَيْ: فِيهَا (أَنْ يَقُولَ) أَيِ اللَّهُ أَوِ الْمَلَكُ (لَهُ: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى، وَيَتَمَنَّى) وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّكْرِيرِ هُوَ التَّكْثِيرُ. قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - قَوْلُهُ: " أَنْ يَقُولَ لَهُ " خَبَرُ " إِنَّ "، وَالْمَعْنَى أَنَّ أَدْنَى مَنْزِلَةِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ أَنْ يَنَالَ أَمَانِيَهُ كُلَّهَا بِحَيْثُ لَا تَبْقَى لَهُ أُمْنِيَةٌ، وَنَحْوُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لَمْ يُبْقِ جُودُكَ لِي شَيْئًا أُؤَمِّلُهُ ... تَرَكْتَنِي أَصْحَبُ الدُّنْيَا بِلَا أَمَلِ
(فَيَقُولُ) أَيِ: الرَّبُّ (لَهُ: هَلْ تَمَنَّيْتَ؟) أَيْ: جَمِيعَ أَمَانِيكَ (فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ) أَيْ: وَعْدًا وَعَدْلًا (وَمِثْلُهُ مَعَهُ) . أَيْ زِيَادَةً وَفَضْلًا، وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ مَنْ يَكُونُ مُنْتَهَى مَا تَمَنَّاهُ رِضَا مَوْلَاهُ وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ لِقَاهُ، فَلَا يُتَصَوَّرُ لَهُ مَزِيدٌ أَنْ يُعْطَاهُ (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute