٣٧٠٢ - «وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ ; أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَرَبَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إِنْ مُتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلَا كَاتِبًا وَلَا عَرِيفًا» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ــ
٣٧٠٢ - (وَعَنِ الْمِقْدَامِ) بِكَسْرِ الْمِيمِ (ابْنِ مَعْدِيكَرِبَ) تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَرَبَ) ; أَيْ يَدَيْهِ (عَلَى مَنْكِبَيْهِ) ، إِظْهَارًا لِلشَّفَقَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَتَنْبِيهًا لَهُ عَنْ حَالَةِ الْغَفْلَةِ، (ثُمَّ قَالَ: أَفْلَحْتَ) ; أَيْ ظَفِرْتَ الْمَقْصُودَ الْحَقِيقِيَّ (يَا قُدَيْمُ) تَصْغِيرُ مِقْدَامٍ تَرْخِيصٌ بِحَذْفِ الزَّوَائِدِ، وَهُوَ تَصْغِيرُ تَرْخِيمٍ، كَقَوْلِ لُقْمَانَ يَا بُنَيَّ (إِنْ مُتَّ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا (وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلَا كَاتِبًا) ; أَيْ لَهُ (وَلَا عَرِيفًا) ; أَيْ وَاحِدَ الْعُرَفَاءِ، أَوْ وَلَا مَعْرُوفًا يَعْرِفُكَ النَّاسُ، فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْخُمُولَ رَاحَةٌ وَالشُّهْرَةَ آفَةٌ، حُكِيَ عَنِ الشَّرِيفِ الْحَسِيبِ النَّسِيبِ ; مَوْلَانَا أَبُو عِزِّ بْنِ بَرَكَاتٍ وَالِي مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ ; وَالَى عَلَيْهِ بَرَكَاتِ الرَّحْمَةِ - أَنَّهُ قَالَ: السَّعِيدُ مَنْ لَا يَعْرِفُنَا وَلَا نَعْرِفُهُ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مَرْفُوعًا ( «أَفْلَحَ مَنْ هُدَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَعَ بِهِ» ) وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ هُبَيْرَةَ مَرْفُوعًا ( «أَفْلَحَ مَنْ رُزِقَ لُبًّا ; أَيْ عَقْلًا كَامِلًا يَخْتَارُ الْبَاقِيَةَ عَلَى الْفَانِيَةِ وَيُعْرِضُ عَنِ الْعَاجِلَةِ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآجِلَةِ» ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute