للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٢٨٦ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «كُلُّ طَلَاقٍ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ وَالْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ الرَّاوِي ضَعِيفٌ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.

ــ

٣٢٨٦ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «كُلُّ طَلَاقٍ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ» ) : قِيلَ هُوَ الْمَجْنُونُ الْمُصَابُ فِي عَقْلِهِ، وَقِيلَ نَاقِصُ الْعَقْلِ (وَالْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ) : كَأَنَّهُ عَطْفٌ تَفْسِيرِيٌّ، وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ " الْمَغْلُوبِ " بِلَا وَاوٍ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْمَغْلُوبِ السَّكْرَانُ، فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: اخْتُلِفَ فِي طَلَاقِ السَّكْرَانِ، فَذَهَبَ عُثْمَانُ وَابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَنَّ طَلَاقَهُ لَا يَقَعُ؛ لِأَنَّهُ لَا عَقْلَ لَهُ كَالْمَجْنُونِ، وَقَالَ عَلِيٌّ وَغَيْرُهُ يَقَعُ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَالثَّوْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَظَاهِرُ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ؛ لِأَنَّهُ عَاصٍ لَمْ يُزَلْ عَنْهُ الْخِطَابُ، وَلَا الْآثِمُ بِدَلِيلِ أَنَّهُ يُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَوَاتِ وَيَأْثَمُ بِإِخْرَاجِهَا عَنْ وَقْتِهَا، وَقَالَ زَيْنُ الْعَرَبِ: الْمَعْتُوهُ نَاقِصُ الْعَقْلِ وَقَدْ عُتِهَ، وَالتَعَتُّهُ: التَّجَنُّنُ، وَالْمَغْلُوبُ عَلَى عَقْلِهِ يَعُمُّ السَّكْرَانَ مِنْ غَيْرِ تَعَدٍّ، وَالْمَجْنُونُ وَالنَّائِمُ وَالْمَرِيضُ الزَّائِلُ عَقْلُهُ بِالْمَرَضِ وَالْمُغْمَى عَلَيْهِ فَإِنَّهُمْ كُلَّهُمْ لَا يَقَعُ طَلَاقُهُمْ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَعْصِيَةٍ، وَفِي الْإِيضَاحِ: يَقَعُ لِأَنَّ السُّكْرَ حَصَلَ بِفِعْلٍ مَحْظُورٍ فِي الْأَصْلِ وَهُوَ الصَّحِيحُ، ذَكَرَهُ الشُّمُنِّيُّ، قَالَ قَاضِي خَانْ: وَالصَّحِيحُ هُوَ الْأَوَّلُ، وَفِي الْهِدَايَةِ: وَلَا يَقَعُ طَلَاقُ الصَّبِيِّ وَإِنْ كَانَ يَعْقِلُ وَالْمَجْنُونُ وَالنَّائِمُ، وَالْمَعْتُوهُ كَالْمَجْنُونِ، قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: قِيلَ هُوَ قَلِيلُ الْفَهْمِ الْمُخْتَلِطُ الْكَلَامِ الْفَاسِدُ التَّدَبُّرِ، لَكِنْ لَا يَضْرِبُ وَلَا يَشْتُمُ بِخِلَافِ الْمَجْنُونِ، وَقِيلَ الْعَاقِلُ مَنْ يَسْتَقِيمُ كَلَامُهُ وَأَفْعَالُهُ إِلَّا نَادِرًا، وَالْمَجْنُونُ ضِدُّهُ، وَالْمَعْتُوهُ مَنْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُ عَلَى السَّوَاءِ، وَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى أَنْ لَا يُحْكَمَ بِالْعَتَهِ عَلَى أَحَدٍ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى، وَمَا قِيلَ مَنْ يَكُونُ كُلٌّ مِنَ الْأَمْرَيْنِ مِنْهُ غَالِبًا مَعْنَاهُ يَكْثُرُ مِنْهُ، وَقِيلَ مَنْ يَفْعَلُ فِعْلَ الْمَجَانِينِ عَنْ قَصْدٍ مَعَ ظُهُورِ الْفَسَادِ، وَالْمَجْنُونُ بِلَا قَصْدٍ وَالْعَاقِلُ خِلَافُهُمَا، وَقَدْ يَفْعَلُ فِعْلَ الْمَجَانِينِ عَلَى ظَنِّ الصَّلَاحِ أَحْيَانًا، وَالْمُبَرْسَمُ وَالْمُغْمَى عَلَيْهِ وَالْمَدْهُوشُ كَذَلِكَ وَهَذَا لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «كُلُّ

<<  <  ج: ص:  >  >>