للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٢٨٤ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدُّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالرِّجْعَةُ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

ــ

٣٢٨٤ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ» ) : الْهَزْلُ أَنْ يُرَادَ بِالشَّيْءِ غَيْرُ مَا وُضِعَ لَهُ بِغَيْرِ مُنَاسِبَةٍ بَيْنَهُمَا، وَالْجَدُّ مَا يُرَادُ بِهِ مَا وُضِعَ لَهُ، أَوْ مَا صَلَحَ لَهُ اللَّفْظُ مَجَازًا (الطَّلَاقُ وَالنِّكَاحُ وَالرِّجْعَةُ) : بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا فَفِي الْقَامُوسِ: بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ عَوْدُ الْمُطَلَّقِ إِلَى طَلِيقَتِهِ، وَفِي الْمَشَارِقِ لِلْقَاضِي عِيَاضٍ: وَرِجْعَةُ الْمُطَلَّقَةِ فِيهَا الْوَجْهَانِ وَالْكَسْرُ أَكْثَرُ وَأَنْكَرَ ابْنُ مَكِّيٍّ الْكَسْرَ، وَلَمْ يُصِبْ يَعْنِي لَوْ طَلَّقَ أَوْ نَكَحَ أَوْ رَاجَعَ، وَقَالَ: كُنْتُ فِيهِ لَاعِبًا وَهَازِلًا، لَا يَنْفَعُهُ وَكَذَا الْبَيْعُ وَالْهِبَةُ وَجَمِيعُ التَّصَرُّفَاتِ وَإِنَّمَا خَصَّ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ لِأَنَّهَا أَعْظَمُ وَأَتَمُّ، قَالَ الْقَاضِي: اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ طَلَاقَ الْهَازِلِ يَقَعُ فَإِذَا جَرَى صَرِيحُ لَفْظَةِ الطَّلَاقِ عَلَى لِسَانِ الْعَاقِلِ الْبَالِغِ لَا يَنْفَعُهُ أَنْ يَقُولَ: كُنْتُ فِيهِ لَاعِبًا أَوْ هَازِلًا، فَيَكُونُ فِي ذَلِكَ إِبْطَالُ أَحْكَامِ اللَّهِ - تَعَالَى - فَمَنْ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ مِمَّا جَاءَ ذِكْرُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَزِمَهُ حُكْمُهُ وَخَصَّ هَذِهِ الثَّلَاثَ لِتَأْكِيدِ أَمْرِ الْفَرَجِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ) : وَكَذَا ابْنُ مَاجَهْ عَلَى مَا فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ بِتَقْدِيمِ النِّكَاحِ عَلَى الطَّلَاقِ (وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ) قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْغِفَارِيُّ: وَرُوِيَ " وَالْعِتْقُ " وَلَمْ يَصِحَّ شَيْءٌ مِنْهُ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: إِنْ أَرَادَ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهُ عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ فَكَلَامُهُ صَحِيحٌ، وَإِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ ضَعِيفٌ فَفِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّهُ حَسَنٌ كَمَا قَالَ التِّرْمِذِيُّ ذَكَرَهُ مِيرَكُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>