(وَأَنْ يَحْضُرُونَ) بِحَذْفِ الْيَاءِ وَإِبْقَاءِ الْكَسْرَةِ دَلِيلًا عَلَيْهَا أَيْ: وَمِنْ أَنْ يَحْضُرُونِي فِي صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي وَذِكْرِي وَدَعْوَتِي وَمَوْتِي (فَإِنَّهَا) أَيِ: الْهَمَزَاتِ (لَنْ تَضُرَّهُ) أَيْ: ظَاهِرًا وَبَاطِنًا إِذَا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْفَزَعَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ (وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو) بِالْوَاوِ (يُعَلِّمُهَا) أَيِ: الْكَلِمَاتِ (مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ) أَيْ: لِيَتَعَوَّذَ بِهِ (وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهُمْ كَتَبَهَا فِي صَكٍّ) أَيْ: كِتَابٍ عَلَى مَا فِي النِّهَايَةِ وَالْقَامُوسِ، وَأَغْرَبَ ابْنُ حَجَرٍ لُغَةً وَعُرْفًا فِي تَفْسِيرِ الصَّكِّ بِكَتِفٍ مِنْ عَظْمٍ (ثُمَّ عَلَّقَهَا) أَيْ: عَلَّقَ كِتَابَهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ (فِي عُنُقِهِ) أَيْ: فِي رَقَبَةِ وَلَدِهِ وَهَذَا أَصْلٌ فِي تَعْلِيقِ التَّعْوِيذَاتِ الَّتِي فِيهَا أَسْمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَهَذَا) أَيِ: الْمَذْكُورُ (لَفْظُهُ) أَيْ: لَفْظُ التِّرْمِذِيِّ فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِمَعْنَاهُ وَكَذَا النَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَخِي خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً قَالَ: (إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ) فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَفِي كِتَابِ ابْنِ السُّنِّيِّ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَصَابَهُ أَرَقٌ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَوَّذَ عِنْدَ مَنَامِهِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ إِلَخْ. وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ قَالَ «حَدَّثَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَهَاوِيلَ يَرَاهَا بِاللَّيْلِ حَالَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يَا خَالِدُ بْنَ الْوَلِيدِ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ لَا تَقَوُّلُهُنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى يُذْهِبَ اللَّهُ ذَلِكَ عَنْكَ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَإِنَّمَا شَكَوْتُ هَذَا إِلَيْكَ رَجَاءَ هَذَا مِنْكَ قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ إِلَخْ) قَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا لَيَالِيَ حَتَّى جَاءَ خَالِدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَتْمَمْتُ الْكَلِمَاتِ الَّتِي عَلَّمْتَنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى أَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا كَانَ بِي» ، إِنِّي لَوْ دَخَلْتُ عَلَى أَسَدٍ فِي خِيسَتِهِ بِلَيْلٍ، فِي الْقَامُوسِ الْخِيسُ بِالْكَسْرِ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ مَوْضِعُ الْأَسَدِ كَالْخِيسَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute