١٦٧٨ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ، وَكُفُّوا عَنْ مُسَاوِيهِمْ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.
ــ
١٦٧٨ - (وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْكُرُوا) قَالَ مِيرَكُ: الْأَمْرُ لِلنَّدْبِ. (مَحَاسِنَ) جَمْعُ حُسْنٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. (مَوْتَاكُمْ) جَمْعُ مَيِّتٍ، فَعِنْدَ ذِكْرِ الصَّالِحِينَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ. (وَكُفُّوا) أَمْرٌ لِلْوُجُوبِ أَيِ: امْتَنِعُوا. (عَنْ مُسَاوِيهِمْ) جَمْعُ سُوءٍ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ أَيْضًا. قَالَ الطِّيبِيُّ: قَدْ سَبَقَ أَنَّ ذِكْرَ الصَّالِحِينَ مَحَاسِنُ الْمَوْتَى وَمَسَاوِيهِمْ مُؤَثِّرٌ فِي حَالِ الْمَوْتَى، فَأُمِرُوا بِنَفْعِ الْغَيْرِ، وَنُهُوا عَنْ ضَرَرِهِ، وَأَمَّا غَيْرُ الصَّالِحِينَ فَأَثَرُ النَّفْعِ وَالضَّرَرِ رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَسْعَوْا فِي نَفْعِ أَنْفُسِهِمْ، وَدَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُمُ اهـ. وَقَوْلُهُ: وَنُهُوا عَنْ ضَرَرِهِ مُنَاقِضٌ بِتَقْرِيرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِقًا إِلَّا أَنْ يُحْفَظَ التَّارِيخُ بِتَأْخِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْهُ مَعَ أَنَّهُ يُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنَّ الْأَوَّلَ عِنْدَ قُرْبِ الْمَوْتِ وَالثَّانِيَ بَعْدَ تَحَقُّقِهِ، أَوِ الْأَوَّلَ مَحْمُولٌ عَلَى اجْتِمَاعِ الصَّالِحِينَ عَلَى ذَمِّهِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الِانْفِرَادِ وَنَظِيرُهُ شَهَادَةُ الْأَرْبَعِ وَالْأَقَلِّ بِالْقَذْفِ،، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ حُجَّةُ الْإِسْلَامِ: غَيْبَةُ الْمَيِّتِ أَشَدُّ مِنَ الْحَيِّ، وَذَلِكَ ; لِأَنَّ عَفْوَ الْحَيِّ وَاسْتِحْلَالَهُ مُمْكِنٌ وَمُتَوَقَّعٌ فِي الدُّنْيَا، بِخِلَافِ الْمَيِّتِ. وَفِي الْأَزْهَارِ: قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَإِذَا رَأَى الْغَاسِلُ مِنَ الْمَيِّتِ مَا يُعْجِبُهُ كَاسْتِنَارَةِ وَجْهِهِ، وَطِيبِ رِيحِهِ، وَسُرْعَةِ انْقِلَابِهِ عَلَى الْمُغْتَسَلِ اسْتُحِبَّ أَنْ يَتَحَدَّثَ بِهِ، وَإِنْ رَأَى مَا يَكْرَهُ كَنَتْنِهِ، وَسَوَادِ وَجْهِهِ، أَوْ بَدَنِهِ، أَوِ انْقِلَابِ صُورَتِهِ، حَرُمَ أَنْ يَتَحَدَّثَ بِهِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ) قَالَ مِيرَكُ: وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute