للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

(حُلْيِهَا): الحَلْيُ: كُلَّ حِلْيَةٍ حَلَّيْتَ بِهِ امْرَأَةً أَو سَيْفاً أَو نحوَه (١).

(عُطُلَا): أي: الَّتِي لَا حُلْيَ عَلَيْهَا، وامرأةٌ عاطلٌ وعطلاءٌ: لا حُلْيَ لَهَا (٢)، وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها: ((أنها كرهت أن تصلي المرأةُ عُطُلًا)). قال أبو عبيدٍ (ت: ٢٢٤ هـ): يعني «لَا حُلِيَّ عليها» (٣).

وفي البيت استعارة مكنية حيثُ شبَّه الناظمُ منظومتَه بامرأةٍ ذاتِ منظرٍ حسنٍ، وعليها حليٌّ نفيسٌ، فهي تفتخرُ وتَضُنُّ على غيرها من بنات جنسها مِمَّنْ هُنَّ خالياتٌ من هذه الحليِّ.

وكذلك هي المنظومة «روضة الطرائف»، فهي تمتاز بأنها:

أولًا: أنها بديعةُ الحُسْنِ؛ أي: رائعةُ الحُسْنِ والجمالِ، في السَّبكِ واللُّغَةِ والمعنَى، وكلُّ لفظةٍ منها سهلةُ المخارجِ، عليها رونقُ الفصاحةِ مع الخلوّ من البشاعة وصعوبةِ التركيبِ، وأيضًا فيها: حُسْنُ البيانِ، بحيث أنَّ السَّامعَ والقارئَ لها لا يتوقف في فَهْمِ المعنى، ولا يُشْكِلُ عليه شيءٌ منها.

ثانيًا: أنه نظَمَهَا في بغداد.

ثالثًا: أنَّها جمعتْ من النفائسِ والفوائدِ والفرائدِ الثمينةِ، فَضَنَّتْ بها عن غيرِها من المنظومات والتي هي خاليةٌ منها.


(١) انظر: العين: ٣/ ٢٩٦ (حَ لَ يَ)، وتهذيب اللغة: ٥/ ١٥٢ (حَ لَ ا).
(٢) انظر: تهذيب اللغة: ٢/ ٩٩ (عَ طَ لَ)، والمحكم: ١/ ٥٤١ (عَ طَ لَ).
(٣) انظر: غريب الحديث: ٥/ ٣٦٥، برقم: ٩٦٧، والحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ٢/ ٣٣٢، برقم: ٣٢٦٧.

<<  <   >  >>