للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعترض على هذا الاستدلال: بأن كون الأرجل في الآية الكريمة مخفوضة على قراءة لا يلزم منه ولا يدل على أن فرض الرجلين المسح، وذلك لما يلي:

أولاً: إن قراءة الخفض يحتمل أن يكون معطوفة على الوجه، ويكون مخفوضاً بالمجاورة، وهذا سائغ شائع في لغة العرب، ومن ذلك قولهم: (جحر ضب خرب) فجروه وإنما هو رفع (١).

وورد نحو ذلك في الكتاب العزيز، ومن ذلك:

قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ} (٢). بجر نحاس للمجاورة (٣).

وقوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} (٤). فجرّ أليماً على جوار يوم، وهو منصوب صفة لعذاب (٥).

ولذلك روي عن الأعمش أنه قال: (كانوا يقرؤونها بالخفض وكانوا يغسلون) (٦).


(١) انظر: الأوسط ١/ ٤٠٤؛ تفسير القرطبي ٦/ ٩٣؛ المجموع ١/ ٢٣٢؛ تفسير ابن كثير ٢/ ٢٥.
(٢) سورة الرحمن، الآية (٣٥).
(٣) انظر: الاستذكار ١/ ١٧٨؛ تفسير القرطبي ٦/ ٩٣.
(٤) سورة هود، الآية (٢٦).
(٥) انظر: المجموع ١/ ٢٣٢.
(٦) انظر: السنن الكبرى للبيهقي ١/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>