للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: عن زينب بنت أم سلمة قالت: قالت أم سلمة لعائشة: إنه يدخل عليك الغلام الأيفع الذي ما أحب أن يدخل عليّ. قال: فقالت عائشة: أما لك في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة؟ قالت: إن امرأة أبي حذيفة قالت: يا رسول الله إن سالماً يدخل عليّ وهو رجل، وفي نفس أبي

حذيفة منه شيء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أرضعيه حتى يدخل عليك» (١).

وفي رواية عنها قالت: سمعت أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- تقول لعائشة: والله ما تطيب نفسي أن يراني الغلام قد استغنى عن الرضاعة. قالت: ولمَ؟ قد جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله! والله إني لأرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم، قالت: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرضعيه» فقالت: إنه ذو لحية. فقال: «أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة» (٢).

ووجه الاستدلال منها: أن الآية الكريمة مطلقة تشمل رضاع الصغير والكبير، و الأحاديث المذكورة صريحة في الحرمة برضاع الكبير، وقد سكتت أم سلمة -رضي الله عنها-لما قال لها عائشة-رضي الله عنها-: أما لك في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة؟، فلو كان عندها دليل من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خصوصية


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٥/ ٣٧٧، كتاب الرضاع، باب رضاعة الكبير، ح (١٤٥٣) (٢٩).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٥/ ٣٧٧، كتاب الرضاع، باب رضاعة الكبير، ح (١٤٥٣) (٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>